هل تتمدد المواجهات الدرزية التكفيرية الى لبنان
د.نسيب حطيط
حاول الدروز في سوريا أن ينأوا بأنفسهم عن الأزمة السورية وسكتوا عن الإهانات والتضييق وعملوا على مجانبة الإنخراط في المعارك مع ان النائب جنبلاط إنحاز الى مايسمى الثورة لقناعته بانها منتصرة ...لكن التكفيريين لم يحفظوا الجميل !
لم يهاجر دروز عرنة وجبل الشيخ قراهم ليقاتلوا مع النظام والجيش السوري حتى تهاجمهم النصرة وحلفائها بل التزموا قراهم لإطمئنانهم بأنهم تحت رعاية الأمم المتحدة وقوات الإيندوف التي اسرها مسلحو النصرة وقبضوا الفدية لإطلاق سراحهم ثم غادروا وتركوا المدنيين الدروز كما غيرهم تحت رحمة التكفيريين ،وهذا ما يدحض ادعاءات الأذاريين المطالبين بتوسيع مهام القرار 1701 الى الحدود السورية –اللبنانية، فهل يضمنون ان لاتخطفهم النصرة وداعش ثم تقتل المدنيين اللبنانيين ؟
لقد سقط في معارك جبل الشيخ حوالي 30 شهيدا من الأخوة الدروز ولم ينفعهم حيادهم ولاتضامن بعض اخوتهم في لبنان من القتل وهم الذين استقبلوا المعارضين السوريين في الجبل وحاصبيا وراشيا جرحى وسالمين، ليؤكد الثوار السوريون بأن لا صديق ولا حليف لهم إن لم يوافقهم أرائهم وإن لم يخضع لمشاريعهم فينفذوا أحكام الحرابة والقتل بعد الفتاوى بتكفيرهم ...العلويون أولا ثم الشيعة وبعدهم المسيحيين والآن الدروز وما بينهم من السنة المخالفين لهم من عشائر "الشعيطات "في سوريا "وأبو النمر" في العراق ولاننسى الأكراد في عين العرب ومع ذلك لايريد البعض أن يستيقظ من أحلامه وأوهامه ،بأن سقوط النظام في سوريا سيجعله منتصرا ومحميا من هؤلاء الوحوش التكفيريين !
والسؤال ..ماذا لو قرر التكفيريون أن ينقلوا المعركة الى حاصبيا شبعا ومحيطهما مدعومين من حليفتهم إسرائيل لرسم خط تماس مع المقاومة في الجنوب على حدود مدينة الخيام ؟
ماذا لو قررت النصرة وداعش خطف جنود القوات الدولية لطردها من الحدود اللبنانية -الفلسطينية ومن سيدفع الفدية لإطلاق سراحهم قبل أن يغادروا ويتركوا مهامهم؟
بعد فشل المخطط الإرهابي في طرابلس مؤقتا وفشل مسلحي جرود عرسال من إختراق الحصار ..هل سيتجه المسلحون الى منطقة حاصبيا وشبعا لتأمين الملجأ الآمن لمسلحي الغوطة والزبداني وتشتيت قوى المقاومة على أكثر من جبهة .
لقد تعمدت بعض الفضائيات ربط طائفة الأزيديين بالدروز في لبنان تحضيرا للهجوم عليهم في سوريا ثم لبنان ومن رفع أعلام النصرة في خلدة بعد زيارة النائب جنيلاط ، كان رسالة واضحة بأن النصرة موجودة في خلدة والناعمة وعرمون ومخيمات النازحين في الجبل والإقليم وإستعدادها للنفير عندما تحين ساعة الصفر الموعودة وفق مخططهم .
الحياد والمراهنة على الوعود الخارجية لاتحمي أحدا ،بل وحدة الموقف الوطني من التكفيريين والإستعداد الجماعي لمواجهتهم على كل المستويات بالتعاون مع الجيش والأجهزة الأمنية كفيل بحماية الجميع ومن يظن ان النار بعيدة عنه وانها ستطال المتهمين بالتدخل في سوريا فهو واهم ويعيش خارج الواقع ولن يكون مصيره أفضل من مصير الجيش السوري الحر واحرار الشام وأخواتها الذين أبتلعتهم النصرة وداعش وطهرت سوريا والعراق من حلفائها حتى وصلت الى قبر والد صدام حسين ففجرت قبره والمسجد مع ان عزت الدوري تحالف معها في غزوة الموصل ومجزرة الأحساء وعرنة السورية دليل جديد ،فمن سيحمي المقامات الدرزية والأضرحة في لبنان وسوريا؟
النار تقترب والتصريحات لا تجدي نفعا والتكفيريون مرتبكون وهائمون والنار تحيط بهم وفي لحظات الإحتضار سيكون شعارهم علي وعلى أعدائي في عملية إنتحار جماعي مع خصومهم وسيجد البعض أن من لم يلاق التكفيريين في سوريا لردعهم سيقاتلونه في عقر داره ولن يشفع له تأييده لهم وعلى الجميع التنبه والإستعداد لتقليل الخسائر أو منعها أو إستنقاذ بعض التكفيريين من المغرر بهم من ضلالهم وإنحرافهم .